رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعةعشر
حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. (أو 1290 ق.م. - 1224 ق.م.) ، صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر.
ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته. الكتاب الإغريق القدامى (مثل هيرودوت) نسبوا إنجازاته إلى الملك شبه الأسطوري سيزوستريس.
وهو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا ، وزوجته الملكية هى الملكةة نفرتاري ، كما كان له عدد من الزوجات الثانويات ومن ضمنهم زوجته إيزيس نوفرت وماعت حور نفرو رع ، والأميرة حاتّي. وبلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن منهم: بنتاناث ومريت أمن ، ستناخت والفرعون مرنپتاح والذى خلف والده على العرش وأخيرا الامير خعامواست الذى رممم آثار اجداده.
ومثل معظم الفراعنة، فقد كان لرمسيس عدة أسماء. أهم اثنين منهم: اسمه الملكي واسمه الأصلي يظهران بالهيروغليفية أعلى إلى اليسار. وتلك الأسماء تُكتب بالعربية كالتالي: وسر معت رع ان رع ، رع مس سو مري إمن ، ومعناهما: "قوي رع وماعت ، مصطفى رع ، روح رع ، محبوب أمون". في النسخة الحيثية من معاهدة السلام الذكورة آنفاً مع حاتّوسيليس الثالث، بإن اسم الفرعون يظهر كالتالي: وَشْمُوَارع شَتِپْنَرع رعمَشِشَ مَيْأمَنَ . ويعتقد بعض علماء المصريات أن هذا النطق يجب إعتباره أقرب نطق لاسم الفرعون.
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام ، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.) ، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالإشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، ابرم رمسيس الثاني معاهدة مع حاتّوسيليس الثالث ، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
قاد رمسيس أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة ، وقد أتخذ رمسيس مدينة (بر رعمس) التى بناها في شرق الدلتا عاصمة له
قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق اى فرعون أخر ، فقد بدأ بإتمام المعبد الذى بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال ، وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذى قد بدأه جده رمسيس الأول ، وأقام في طيبة الرامسيوم ( أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثانى ) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه ، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.
وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى وهو جالسا ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا ، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الآلهه حتحور إلهه الحب والتى تصور برأس بقرة ، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثانى و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالى 10 متر.
كانت آثار أبو سمبل مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر ، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى.
وأقام رمسيس الثانى العديد من المسلات منها مسلة مازالت قائمة بمعبد الأقصر ، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسى يدعى ليباس.
دفن الملك رمسيس الثانى في وادي الملوك ، في المقبرة kv7 ، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري ، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات ، كان رمسيس يبلغ ارتفاع قامته 170 سم ، والفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب ، ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة ، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.
ظن الكثيرون ان رمسيس الثاني هو نفسه فرعون خروج اليهود من مصر ومن أصحاب هذه النظرية : أولبرايت - إيسفلت - روكسي - أونجر – الأب ديڤو R.P. de Vaux ولمن يرون ذلك عدة آراء يحاولون بها اثبات هذه الفرضية ، فذهب البعض إلى القول انه إذا كان رمسيس الثانى قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م وبناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27 ، ولكن ينقض نظرية الأعتماد على التورايخ ان هناك تضارب كبير بين التاريخ المذكور في التوراة والمذكور في الأنجيل ، ومن الجدير بالذكر ان أول من نادى بهذه النظرية يوسيبيوس القيصاري الذي عاش في الفترة من 275 حتى 339 ميلادية.
كما شكك معظم علماء المصريات في فرضية ان يكون رمسيس الثانى هو فروعون الخروج وذلك لأن فحص مومياؤه أثبتت انه لم يمت غرقا على عكس ما يشاع انه وجد آثار ملح في مومياؤه اكتشافها العالم موريس بوكاي فقد ذكر في كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم الحديث) انه يظن ان مرنبتاح ابن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج ، كما ان التوراة والإنجيل تؤكد وجود فرعونين عاصرا فترة النبى موسى عليه السلام أحدهما قام بتربيته والآخر هو من عرف بفرعون الخروج الذى طارد اليهود ، كذلك لم يعثر على اى أثر ينتمى إلى فترة حكم رمسيس الثانى ذكر فيه بنى إسرائيل أو أثر يشير إلى الأوبئة التى عاقب الله بها مصر في قترة خروج اليهود منها ، كما ان فرعون موسى ادعى الألوهية لنفسه بينما رمسيس الثانى كان يؤمن بأربعة آلهة هم آمون ورع وپتاح وسوتخ وسمى فرق جيشه الأربعة بأسمائهم.
ومن الأعتراضات التى واجهت هذه النظرية ان فرعون موسى كان عقيما كما ذكر في القرآن الكريم في حين ان رمسيس الثانى كان له ما يقارب المائة من الذكور والأناث ، ولكن يرد البعض على هذا الأعتراض بأن فرعون لم يكن عقيما ولكن كان يموت أبناءه صغارا ، ويستشهدون بأن رمسيس الثانى كان ابناؤه يموتون صغارا في العشر سنوات الأولى من زواجه.
ومن الجدير بالذكر أيضا ان أول ذكر لبنى إسرائيل في الآثار المصرية القديمة كان في عهد الفرعون مرنبتاح على اللوحة التى تم اكتشافها وتعرف باسم لوحة إسرائيل وفيها يسجل مرنبتاح انتصاراته على ارض كنعان واسرائيل ، مما ادى إلى ظهور نظريات ترى ان رمسيس الثاني هو فرعون التسخير وان مرنبتاح هو فرعون الخروج.